سرّ السعادة: كيف يعالج التفاؤل 27 أزمة في حياتك ؟
مقدمة المقال:
التفاؤل في الأزمات هو سر السعادة والطمأنينة في زمن المحن والضيق. في عالم يموج بالآلام، وتزداد فيه الكروب والمحن، يتساءل الكثير: هل ما زال هناك مجال للتفاؤل؟
نعم، فالتفاؤل ليس مجرد شعور عابر، بل عبادة قلبية، ووسيلة للنجاة، وروح جديدة تُبث في نفس كل مؤمن.
في هذا المقال، نأخذك في رحلة إيمانية تتحدث عن كيف يكون التفاؤل في الأزمات عبادة، والثقة بالله طريقًا للفرج، حتى في أحلك الظروف.
اكتشف كيف يكون التفاؤل مفتاحًا للنجاة من 27 أزمة مختلفة، وكيف يبعث الأمل من رحم الألم.
1. التفاؤل عبادة في زمن النكبات
العبادة الأولي في الازمات، ما أجمل الحديث عن التفاؤل
في زمن كثرت فيه النكبات، وكثرت فيه المصائب، وحلت بدول ما حل بها، وكثر الاكتئاب،
وصار الشيطان يحرش بين الناس، ويملأ القلوب هما، وغما، وضيقاً، وجزعا، حتى ان الابتسامة
الطاهرة، والوجه الجميل، المشرق، بالكاد تري في المئة رجل، مشرق الوجه متفائل.
حين
تكثر النكبات، وتزداد الضغوط النفسية والاقتصادية، يصبح التفاؤل عبادة لا يتقنها
إلا أصحاب القلوب المؤمنة.
قد ترى الناس مكتئبين، الوجوه عابسة، والأمل شحيح، لكن المؤمن يعلم أن ما عند الله لا يُنال إلا بالصبر، وأن بعد العسر يُسرًا.
بشارة عظيمة من الله جل وعلي في كتابه الكريم في سورة
الشرح " فَإِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "، وأنه كلما وجد العسر
والهم والغم، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، ولو دخل العسر جحر ضب لدخل علية اليسر
وأخرجه كما قال الله تعالي في كتابه الكريم " سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ
عُسْرٍ يُسْرًا".
2. الأزمات المحيطة بنا
ومع الأزمات الاقتصادية، الحروب، الأوبئة، الأعاصير، ومع
الزلازل، قال الكثير من الناس، لن نري خيرا قط، وإذا اردت ان تتفاءل في مجتمع من
المجتمعات، يسألك أحدهم: "كيف تتفاءل في هذا الواقع؟"
وكأن العاقبة بيد الشيطان، وليست بيد الله.
لكن
الحقيقة أن المتشائم لا يطفئ ظلامًا، بل يزيده سوادًا. أما المتفائل فهو الذي يشعل
شمعة في قلب الليل.
3. الإيمان هو منبع الطمأنينة
"الذي يعرف الله لا تضيق به السبل،
ولا تنطفئ في قلبه شعلة الأمل".
الذي
يعرفه الله لا تتسحر روحه، الذي يعرفه الله يعلم أن العسر لابد أن يعقبه اليسر، الله لا يقع فوق ملك الله، إلا
ما أراد الله.
4. كيف تكون واثقًا بالله رغم الألم؟
الثقة
بالله لا تعني غياب الألم، بل تعني اليقين أن الألم له غاية، وأن الصبر عليه طريق
للتمكين.
قال
النبي ﷺ ": واعلم
أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب."
"المؤمن الواثق بربه، المُحسن الظن به، يمرّ بالأزمات وهو في حصنٍ من الإيمان، وقلبه غابةٌ خضراء من الطمأنينة، ثابتٌ لا يرتاع، لأنه يوقن أن زمام الأمور كلها بيد الله تعالى."
5. إشارات من حياة النبي ﷺ على التفاؤل
في أشد
لحظات الحصار والجوع، حين حُفرت الخندق، بشر النبي ﷺ بفتح الشام، وفارس، واليمن.
ذلك هو
الفأل النبوي:
بث
الأمل في أشد اللحظات قسوة.
ولذلك
عندما نتحدث عن الفأل، في هذا الزمن، أحسب أن الحديث عن الفأل، أمر واجب، لأن
بعضنا ضاقت به الأرض، بما رحبت، لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير، نعم دائماً المؤمن
يعلم أن المصائب، في الحياة، لربما لا تبلغك الآخرة، إلا صبرك، وانتظارك للفرج.
6. لماذا يتأخر الفرج؟
قد
تسأل: "لماذا لا يأتي الفرج الآن؟"
والجواب:
لأن الله يريدك أن ترتقي، أن تنضج، أن تعرفه حق المعرفة. "الله
لا يخلق شرًا محضًا، فكل قدر فيه حكمة."
والله
إن انتظار الفرج لعباده، والله إن انتظار الفرج ثقة بالله، وحسن ظن بالله، وما ظنك
بعبداً يطرق الباب، على الله، ألا يفتح له، بلى، لماذا تأخر الفرج، لأن الله أحب
أن يسمع صوتك، ومنجاتك، ودعائك، ويرى دمعك.
7. مقام التوكل واليقين
وهو
ليس في حاجة لك، إنما حتى ترتفع، في مقامات التوكل، واليقين، الحسن حسن الظن
بالله، والتفاؤل، معناها صدق العبد، في اعتماده على الله، وانتظار الفرج من الله،
والثقة أن الصبر، لابد أن يعقبه الفرج.
التفاؤل
لا يعني إنكار الألم، بل تجاوزه، نعم، تألم، لكن لا تتشاءم.
البكاء
لا يتعارض مع الإيمان، لكن الغرق في اليأس يقتل الرجاء. "حتى الآلام ستنتهي على أبواب الجنة،
وسيتحول كل ألم إلى فرحٍ لا يوصف."
8. قصص الأنبياء: مدرسة الأمل
الله
قال لنبيه عليه الصلاة والسلام، ليطمئن قلبه، ألم نشرح لك صدرك، هذا من القرآن
المكي، زمن القرآن المكي، زمن آلام، حبيبنا عليه الصلاة والسلام، مات له من
الأبناء، ستة، ورأى أصحابه يتفرقون، ويعذبون، ويختفون، ومع ذلك أنزل الله له، ألم
نشرح لك صدرك.
إبراهيم
يُلقى في النار فيُنقذ، يوسف يُلقى في البئر فيُكرم، أيوب يُبتلى فيُشفى.
فكيف
لا تتفاءل وأنت مع ربّ هؤلاء؟
9. انشراح الصدر في الأزمات دليل معرفة الله
انشراح
الصدر في الأزمات، معناها أنك تعرف الله، باختصار، وإذا غلق الأبواب الشيطان،
فلأنه أراد أن تنظر للحياة، مع ثقب إبرة، وأن تقول ما فيه فائدة، وأن تقول هلكت،
وأن تقول الموت خير من هذه الحياة.
10. الثقة في وعد الله
والله ما دام في القلب نبضة، وفي
الحياة نظرة، إن الفرج قادم، ولن يغلب عسر، يسرا، كما قال عليه الصلاة والسلام،
فإن مع العسر يسرا، اليسر هنا بمعنى عام، والعسر عسر واحد، واليسر يغلب العسر.
11. المفاتيح بيد الله
ولا محالة، لأن الله جل وعلا، له معقبات،
ولأن المفاتيح بيد الله، له مفاتيح السماوات، والأرض، لا إله إلا الله.
الشيطان
يريدك أن ترى الحياة من ثقب إبرة، أن تقول: "ما في فائدة"،
"هلكت"، "الموت أهون".
لكن
الله يقول: "فإن مع العسر يسرًا " "سورة الشرح" واليسر هنا كثير، يغلب العسر الواحد.
12. التشاؤم والأمل
إذا
تشاءمت، فلن يحل التشاؤم شيئًا. مثل من يجلس في غرفة مظلمة ويشتم الظلام! "أشعل المصباح، وابدأ النور بنفسك."
التفاؤل
لا ينفي الألم، لكنه يجعله أملًا.
13. الأمل في المعاناة
فإن لعنة
الظلام لا يُوقد شمعة، ولذلك العبد الذي يقول أنا أتألم، أتألم لكن لا تتشاءم،
تألم، فإن الألم الذي أنت فيه عباد، لكنه لا يدعوك للتشاؤم.
14.
الله يرى ويسمع.. فلا تيأس
تقول فإن الله
يرى ما يقع بإخواني، يسمع كلامهم، ويرى مكانهم، يسمع أنينهم، هو العظيم، هو
السميع، هو البصير، هو الملك، هو الرقيم، هو أرحم بهم من كل المتشائمين.
15. النبي ﷺ قدوة في الصبر والتفاؤل
في
الخندق، كان الجوع والبرد والعدو، لكن الحبيب ﷺ كان يبشر:
"الله أكبر، فتحت بصرة .. فتحت صنعاء"
في أشد
الظروف، كان يزرع الأمل.
16. لا نجاة مع التشاؤم
المتشائم
قاعد، لا ينهض به أمل، ولا تقوم عليه أمة.
القائد
لا يكون مكتئبًا، والمكتئب لا يعرف السعادة.
17.
أنا أثق في ربي، ولذلك أنا سعيد.
كان
الحبيب ﷺ يمر على آل ياسر وهم يعذبون ويقول:
"صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة."
ذكر
الجنة يورق القلب، ويبعث فيه الحياة.
18. خاتمة الإيمان
كيف تأتي
النجاة، لا أدري، لكني أعلم أن ذلك بيدي، العزيز الحكيم جل وعلا.
19. نهاية الألم في الجنة
"حتى هذه الآلام، يا أخي الحبيب، ستذوب وتتلاشى عند أبواب الجنة!
ستنتهي كل متاعبك بمجرد عبورك الصراط،وستتركها خلف ظهرك إلى الأبد...ستنتهي آلامك -أيها المبارك-
حين تجلس على موائد النعيم،وتستريح على أرائك المجد،ويُقال لك: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}!". ستنتهي الآلام عندما
يدخل الملك، عليك، ويسلم عليك من كل باب، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب "سلام عليكم بما صبرتم."
20. الخير في محنة المؤمن
أين الآلام، مع صبغة في الجنة، تنتهي الآلام. "أيها الإخوة في الإيمان، هكذا علّمنا الحبيب ﷺ: 'لا تفارقوا الدنيا إلا وأنتم على يقينٍ من حُسن ظنّكم بالله'، لأن رحمته تفوق تصوراتنا، وجوده لا يُحدّ!"، الله أعظم مما تتصور، وإذا أعطى سبحانه، أدهش العقول عطاءه.
21. النصرة من الله
يأتي بك
بالأرزاق، من حيث لا تدري، ويأتيك بالنصرة، من حيث لا تدري. وإلا رجل يُقذف في
النار، إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والنار تحرق، ويروى أن يطلب النصرة، إلا من
الحق جل وعلا، حسبنا الله ونعم الوكيل.
22. الثقة بالله لا تُقهر
"قلنا يا نارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا! نارُ إبراهيمَ لم تكن سوى نارٍ كالتي تُحرقُنا اليوم،
ولكنّ اللهَ الذي أنجَى إبراهيمَ مِن لَظَاهَا هو ذاتُه الْحَيُّ الْقَيُّومُ، قادرٌ أن يُحوِّلَ محنتنا إلى رحمة،وحرقَنا إلى بَرْدٍ وَأَمْنٍ!فلا تيأسْ، فربُّكُم هو مَن يُطفئُ النارَ بِكَلِمَةٍ، ويجعلُ العُسْرَ يُسْرًا!"
(تأملات في قصة إبراهيم عليه السلام وتذكير بقدرة الله تعالى في كل زمان).
فكن مع الله، كما قال من قال،
من السلف، أعطيني إيماناً، كإيمان إبراهيم، أبني لك جنة، في الجحيم.
23. الامتنان والثقة
إنها الثقة في
الله، والله، والله لو أن عبداً، وثق بالله، ثقة الأنبياء، في ربهم جل وعلا، والله
لا يغلق عليه باب، والله لا تمر على قلبه كربة، والله ما تدمع عينك حسرة، تدمع
شكر، وحمد، وثقة، وسعادة.
24. حكمة الله في الأقدار
لكن أين معين
التوحيد، في بعض القلوب اليائسة، والتي وقفت على سواحل الأحزان، وتقول ضاع كل شيء،
ذهب المال، ذهبت الصحة. يا أخي الله لا يخلق شراً محضاً، الله له في كل أخذ،
وإعطاء حكمة.
25. الابتلاء والجزاء
الله قد يحب
عبداً فيأخذ منه، ويبغض عبداً فيعطيه. الله جل وعلا أخذه عطاء، والله جل وعلا لو
أن عبداً تضجر، من أخذ الله لعينيه، أخذ الله لماله، أخذ الله لولده، أخذ الله
لبعض بدنه، قطعت أقدامه، ذهب ماله.
26. الصبر والامتنان
تحرك لسانك
بالحمد، فإن الله يراك، ويرى مكانك، يسمع كلامك، يسمع أنينك، ويرى دمعك، لكن
منزلتك عالية. فصب عليك، يبتلى المؤمن على قدر دينه، يبتلى المؤمن الأمثل،
فالأمثل، من كان في دينه صلبة، كان البلاء عليه أكبر.
27. النجاة والأمل
والله لو وثقت بالله كما ينبغي، لن
تُغلق عليك الأبواب، ولن تحزن على فوات، بل ستبكي شكرًا وامتنانًا.
الله
هو المنقذ، وهو الناصر، وهو الفاتح، وهو الرزاق.
خاتمة: لا تفقد الأمل مهما اشتدت الظلمة
اعلم
أن الله أرحم بك من نفسك، وأنه إن أخذ فقد أعطى، وإن منع فقد أراد لك خيرًا أعظم.
اجعل
التفاؤل شعارك، وقل: "أنا أثق بربي، ولذلك أنا سعيد."
لقراءة اذكار الصباح والمساء